ببساطة التسامح يمنع الحقد والضغينة بين الأفراد، بينما يُعالج العفو الإساءة التي وقعت بالفعل، وكلاهما يعبران عن قوة الأخلاق، لكن لكل منهما دوره الخاص في بناء العلاقات الإنسانية السامية، ويعزيزان من مفهوم التآخي والسلام في الإسلام.
إن من يسامح ويصفح ويعفُ عن الناس يشعر بالاطمئنان والراحة النفسية وشرف النفس، وتسود السكينة والطمأنينة في المجتمع.
يمثل التسامح روح الاحترام المتبادل والتعايش السلمي في المجتمعات المتعددة الثقافات.
يُقصد بالتسامح الثقافي والفكري التزام الأدب الحواري والتخاطب مع الأشخاص الآخرين، وتقبل منطقهم وأفكارهم، بالإضافة إلى أنَّها تعني البعد عن التعصب لفكرة ما.
هو التجاوزُ والعفو، وهو من دعائمِ العلاقاتِ الإنسانيّة الإسلاميّة، قال تعالى آمرًا نبيه ﷺ: فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ .
تتطلب المعاملات اليومية سواء بالبيع أو الشراء، إلى الكثير من التسامح واللين، وقد دعانا الرسول –ﷺ– إلى التسامح خلال إجراء المعاملات المالية المختلفة.
ورد في السنة النبوية العديد من الأحاديث التي تحث المسلم على التحلّي بخلُق العفو والتسامح، نذكر منها ما يأتي:
لأن مَالقصدالأسمى للمسلم في حركاتِه وسكناته هو رضا الله تعالى، فنحنُ نُعطي لنعالجَ أنفُسنا من الشحّ، ونبذلَ ابتغاَء ما عند الله من الدرجاتِ العُلى إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلا شُكُورًا ، نُحسنُ إلى الآخرين لنغسِلَ المعاصي التي أصابتنا إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ، وتعامُلنا في كلّ ذلكَ مع الله ربنا.
يُسهم العفو والتسامح في تحسين العلاقات بين مختلف الجماعات الدينية والثقافية في المجتمع، فمن خلال تقبل الإختلافات الدينية والثقافية والتسامح معها يمكن للأفراد من خلفيات متنوعة التعايش بسلام، ويُعزز ذلك من التفاهم المتبادل ويقلل من التعصب والكراهية.
العفو لا يعني التخلي عن العدال بل يُسهم في إصلاح العلاقات وتحقيق العدالة بشكل أعمق، فعندما يتجاوز الشخص عن الخطأ بهدف الإصلاح، فإنه يُساعد المخطئ على إدراك خطأه والتوبة، وبذلك يُسهم في تعزيز القيم الأخلاقية وتحقيق العدالة بشكل بناء.
العفو سبيل لمرضاة لنشر المحبة والألفة بين أبناء المجتمع، فلما يعفو الواحد عن صاحبه تكبر المحبة في القلوب وتلين النفوس على عكس المعاقبة الدائمة المتكررة على صغائر الأمور.
مقال - مقال هو موسوعة عربية شاملة تحتوي على مقالات مفيدة ومتنوعة في جميع المجالات، بهدف إثراء المحتوى العربي.
جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أيُّ الناس أحبُّ إلى الله؟ وأيُّ الأعمال أحبُّ إلى الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أحبُّ الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحبُّ الأعمال إلى الله عز وجل سرورٌ يُدخله على مسلمٍ، أو يكشف عنه كُربةً، أو يقضي عنه ديناً، أو تطرد عنه جوعاً، ولأن أمشي مع أخٍ لي في حاجةٍ أحب إليَّ من أن أعتكف في هذا المسجد -يقصد به مسجد المدينة- شهراً، التسامح والعفو ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه، ملأ الله قلبه رجاءً يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه في حاجةٍ حتى تتهيأ له أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام، وإنَّ سوء الخلق يفسد العمل كما يفسد الخل نور الامارات العسل".
والتسامح يُعَد إحدى مكارم الأخلاق التي يتمتع بها المسلمون، وهناك كثير من الآيات في القرآن الكريم، وكثير من الأحاديث النبوية الشريفة التي تحثُّ على التسامح وتبيِّن فضله بين الناس، ومن هذه الأيات والأحاديث نذكر لكم:
Comments on “Not known Factual Statements About التسامح والعفو”